لاحظ مؤسس الحركة أن الشباب الذي تجاوز سن السابعة عشر يود الاستمرار في الانضمام للحركة الكشفية لاقتناعه بأنها المجتمع المفضل لديه والذي تحكمه مبادىء الفرسان والنبلاء، وفيه أيضا يمكنهم إشباع رغباتهم وهواياتهم بممارسة الأنشطة الكشفية المتنوعة والتى غالبا ما تستهوي مختلف ألأعمار. إلا أنه وجد أن استمرار هؤلاء الشباب يجب أن يعتمد على قواعد وتنظيم وبرامج تتناسب مع خصائصهم وميولهم وتحقق في ذات الوقت التكامل التربوي المنشود لهؤلاء الشباب.
وفي عام ١٩١٨ بدأ تكوين عشائر مرحلة الجوالة للشباب في المرحلة العمرية من ١٨إلى 22 عاماً، ولأن الحركة الكشفية وجدت لصالح الشباب ولصالح أوطانهم فإن مؤسس الحركة حدد الهدف التربوي لهذه المرحلة بما يفيد الشباب ويلبى احتياجات المجتمع وأمله في شبابه الذين سيتحملون مسئولية رقيه وتقدمه في المستقبل.
إن هدف الجوالة هو تنمية الشباب ليصبحوا مواطنين سعداء أصحاء ونافعين وعندئذ يصبح في وسعهم القيام بأعمال مفيدة ناجحة، ومرحلة الجوالة تعد فرصة للشاب الذي تجاوز مرحلة الكشافة ليجد هدفا ومعنى لحياته تحت مظلة المبادىء والأخلاق الفاضلة خلال فترة صعبة من عمر الإنسان.
المميزات والخصائص السنية لمرحلة الجوالة:
الجوالون هم أعضاء الحركة الكشفية في المرحلة العمرية من ١٨ إلى ٢٢ عاما، ويتميز فيها الشباب بمجموعة من الخصائص في جوانب النمو كالتالي:
الجانب الجسمي:
- النمو الجسماني بطىء عن المرحلة السابقة ويزداد النمو في عضلات الجذع والصدر والرجلين بدريجة أكبر من نمو العظام حتى يتحقق الاتزان الجسمي.
- تتسم عضلاته بصورة عامة بالقوة.
- يتقبل الشاب جسمه ويستخدمه بكفاءة ويحرص على سلامته.
- فسيولوجيا السعة الحيوية للرئة أقل، وعدد كرات الدم البيضاء قليلة.
- زيادة إفراز الغدد الصماء الداخلية ويرجع الكثير منها إلى قوة التقاليد الاجتماعية.
الجانب الحركي:
تكتمل الصفات البدنية، وعلى الأخص تعظم سرعته، وبالرغم من ذلك يحتاج إلى كثير من النشاط والقوة لتحريك أطرافه الطويلة.
- هذه المرحلة هي ذروة النمو الحركي عند الشباب وتتميز بالاتزان الحركي.
- تحديد التخصص الحركي الذي يمكن للشباب مزاولته.
الجانب العقلي:
- يظهر التمايز للقدرات العقلية في هذه المرحلة وتزيد الفروق الفردية بين الشباب ويظهر ذلك في التحول عن ميوله وحاجاته.
- الإدراك: تزداد ذلك في التحول عن ميوله وحاجاته.
- الذكاء: لايظهر في طفرة من النمو ولكن يزداد ببطىء عن المرحلة ا لسابقة وينتهي نمو الذكاء بنهاية هذه المرحلة، ويزداد اهتمامه بالألعاب الذهنية.
الجانب الاجتماعي:
- يدخل الشاب حياة الكبار فيسعى إلى الاستقلالية وتأكيد الذات والاهتمام بالجنس الآخر وإقامة علاقات مختلفة ويتطلع إلى الزواج.
- فى بداية المرحلة تظهر اضطرابات في سلوك الشاب نتيجة للضغوط الاجتماعية والسيطرة فيبدو مترددا- متذبذبا – شكاكا، في صورة تطرف من المعتقدات الدينية والسياسية لأقصى اليمين وأقصى اليسار نتيجة الانتقال من عالم إلى عالم.
الجانب الروحي:
- تتكون لديه مجموعة من القيم والاتجاهات الخلقية التي يهتدي بها في سلوكه.
الجانب الانفعالي:
- فترة توتر وصراع نفسي حاد في بداية المرحلة لعجزه عن رؤية مستقبله بوضوح وكثرة المتناقضات حوله، وفي نهاية المرحلة يمكن تحديد سماته الانفعالية مع وجود ثبات انفعالي.
- ينزع إلى التخلص من سيطرة الأسرة وسلطة الأبوين والبالغين فيلجأ للوحدة.
- يصبح أكثر تقبلا للواقع كلما زاد سنه في المرحلة وتقل حساسيته لمشاكله ويقل قلقه ويراعى شعور الآخرين ويبحث في نفسه عن ميوله المهنية، وشمل أحاديثه الموضوعات السياسية والرياضية والأخبار.
- تكوين المهارات الضرورية والمفاهيم المتعلقة بالمواطنة والواجبات والحقوق المدنية في نهاية المرحلة.
الأهداف التربوية لمرحلة الجوالة:
- الارتقاء بمستوى الأداء البدني لنفسه والآخرين لتحقيق الصحة والنشاط.
- تدعيم القدرات والمهارات المهنية.
- مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية.
- تنمية المهارات القيادية المختلفة.
- التمسك بالحقوق وأداء الواجبات في الحياة الشخصية والاجتماعية.
- التعرف على المجتمعات الخارجية وأنظمتها وتكوين صداقات.
- الابتكار لتحسين ظروف العمل الفردي والجماعي.
- تقويم المواقف في إطار من القيم والأخلاق والعادات والتقاليد في المجتمع.
- ترسيخ أسس العمل بروح الجماعة.
- الالتزام بالقيم الدينية في الحياة الشخصية.
وسائل تدريب الجوالين:
فيما يلي سنتطرق إلى بعض الوسائل الملائمة والأنشطة المناسبة التي تحقق الأهداف الكشفية وتتمشى مع الخصائص المميزة:
أنشطة تنمية القيم الروحية والمثل الشخصية:
تعد مرحلة الجوالة منعطفا هاما في حياة الشاب، فهي الباب الذي سيمر منه إلى عالم الرجولة والمسئولية، وهي كذلك مرحلة يتسم فيها الشباب بالثورة والحيرة والصراع والبحث عن الذات. لذلك كانت أهمية العناية بتنمية القيم الروحية التي تدفعه إلى الإيمان بالقيم الخلقية والمثل العليا واعتناق الأفكار السليمة الرشيدة ومواجهة مسئوليات الحياة وتقلباتها وصعوباتها بروح مؤمنة تحفظ عليه استقراره النفسي والوجداني وتحصنه ضد الانحراف.
ومن أمثلة الأساليب والأنشطة التي يمكن تطبيقها لتحقيق ذلك:
- تعويد أفراد العشيرة على تأدية الفرائض الدينية والمحافظة على الشعائر.
- إحياء الأعيا د والمواسم الدينية واستغلالها في الكشف عما تمثله وتدعو إليه من المثل العليا والفضائل التي تحث عليها الدين.
- تعميق الفهم السليم لتعاليم الدين وضرورة انعكاسها على السلوك اليومي للفرد والجماعة.
- عقد مناظرات أو مناقشات حول القيم الروحية المكتسبة من الدين.
- مناقشة القضايا والأحداث الجارية وتحليلها والتعرف على أسبابها وعلاقتها بالنواحي الدينية والقيمية والأخلاقية.
- زيارة المؤسسات الخيرية والدينية والمشاركة في أداء خدمات بها.
- تشجيع الرهوط على تنظيم المشروعات والأعمال الخيرية المتنوعة.
- الاشتراك في ندوات لمناقشة المشكلات الاجتماعية والثقافية بالمجتمع واقتراح الحلول.
- تنظيم ندوات للتوعية بأهمية مكافحة السلوكيات غير السليمة (الاستغلال - الانحلال - الرشوة - الاضطهاد- ..إلخ).