سعيد بن المُسَيِّب ( 13 - 94هـ ، 635 - 713م). سعيد بن المسيب بن حَزْن بن أبي وهب المخزومي القرشي. أبوه وجده صحابيان أسلما يوم فتح مكة. سمع من عمر شيئًا وهو يخطب، وسمع من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة (كان زوج ابنته وأعلم الناس بحديثه)، وعن غيرهم من الصحابة. روى عنه جماعات من أعلام التابعين، منهم عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم. أحد فقهاء المدينة السبعة. جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع. اتفق العلماء على إمامته وتقدمه على أهل عصره في العلم والفضيلة ووجوه الخير. وكان يقال له فقيه الفقهاء، وسيد التابعين وراوية عمر . لأنه كان أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته. وكان عبدالله بن عمر يرسل إليه يسأله عن قضايا عمر وأحكامه ويقول: هو وا أحد المفتين ويروى: المتقنين. كان الحسن البصري إذا أشكل عليه شيء، كتب إلى سعيد بن المسيب. قال علي بن المديني: لاأعلم في التابعين أوسع علمًا منه. هو عندي أجل التابعين. كان يتجر في الزيت ويصون نفسه عن عطاء خلفاء بني أمية. زوج ابنته على درهمين لكُثَيّر بن أبي وداعة الذي كان فقيرًا، وكان الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان قد خطبها لابنه الوليد. فأبى سعيد أن يزوجه إياها، فلما جاءت البيعة للوليد، أبى سعيد أن يبايع، فعذبوه وضربوه. توفي بالمدينة وقد ناهز الثمانين. وأكثر أصحاب الكتب الستة من إخراج أحاديثه.