الخَيْمَة مسكن متنقل يستخدمه البدو في الصحاري، كما يستخدمه كثير من الذين يخيِّمون في الخلاء وذلك للوقاية من الحشرات والأحوال الجوية. وتحتوي كثير من الخيام على إطارات خشبية أو حديدية وغطاء وأرضية من النيلون أو قماش مصنوع من القنَّب (الشراع) أو من نسيج قطني آخر.
تُصنع الخيام الحديثة بمختلف القياسات والأحجام والأشكال. وتتفاوت ما بين خيمة تتسع لشخص واحد، وخيمة كبيرة تتسع لستة أشخاص أو أكثر. وتستخدم الخيام الكبيرة للأنشطة المختلفة كالاحتفالات العامة، وأعمال السيرك. واللقاءات الدينية وغيرها. وسنبين في هذه المقالة ما يتعلق بخيام المخيمات والتخييم.
أنواع الخيام. هناك العديد من الأشكال والأحجام لخيام المخيمات. إلا أن كثيرًا من هذه الخيام ليست إلا تعديلات على واحد من ثلاثة أنواع أساسية من الخيام فقط وهي: 1ـ الخيام التي لها إطار على شكل رقم 8. 2ـ الخيام المظلية. 3ـ الخيام الجدارية.
تُرفع الخيام التي لها إطار على
شكل الرقم 8 إلى نقطة معينة إلى أعلى، وتشبه في شكلها الرقم المذكور. ويمكن أن ينام شخص أو شخصان في مثل هذا النوع من الخيام الصغيرة الخفيفة الوزن، والتي تعتبر مثالية للرحلات التي تتطلب حمل الأمتعة على الظهر فقط. وتصمَّم معظم خيام متسلقي الجبال على شكل إطار بشكل رقم 8 يمكن استخدامها على مدار العام.
أما الخيام المظلية فهي أكبر حجمًا وأثقل وزنًا من سابقتها. ويتميز هذا النوع من الخيام بجدرانه المائلة نسبيًا، أما قمته فهي على شكل هرم. ويتميز بعض أنواع هذه الخيام بأن له دعامة (عمودًا) مركزية، ومع أن هذه الدعامة المركزية تقلل حجم المساحة الداخلية للخيمة، فإن الأنواع الجديدة من هذا الطراز لا تحتوي على هذا العمود المركزي. وتحتوي الخيام المظلية على مساحة تمكن أربعة إلى ستة أشخاص من النوم براحة داخلها. وتتميز أيضًا بثباتها وقوة تحملها للرياح الشديدة.
وأما الخيام الجدارية فهي تشبه البيوت الصغيرة إلى حد ما، إذ إن لها جدرانًا عمودية، ولها سقف على شكل إطار بشكل رقم 8. وتتميز أيضًا بسعة أمكنة النوم والوقوف فيها، إذ أن مساحتها وحجمها أكبر من الخيام التي تأخذ شكل إطار برقم 8، أو الخيام المظلية، إلا أن هذا النوع من الخيام أصعب نصبًا، أما الخيمة التي على شكل غرفة فهي أفضل أنواع الخيام راحة في التخييم في الخلاء، إذ إن مساحتها الداخلية واسعة، وجدرانها عالية بحيث تمكن من النوم والوقوف والمشي وحرية الحركة داخلها بشكل مريح يميزها عن سائر أنواع الخيام الأخرى. ويلاحظ أن الخيام الجدارية، ومعظم الخيام المظلية كبيرة الحجم بحيث تصبح ثقيلة أو غير ممكنة الحمل لمن يريد المشي على الأقدام وحمل أمتعة التخييم على ظهره. وغالبًا ما يستخدم هذه الأنواع بشكل أساسي الأشخاص الذين يرغبون في استعمال سياراتهم الخاصة للتخييم في أماكن مخصصة للمخيمات.
وتُصنع معظم الخيام من كافة الأنواع من التيل أو من النيلون، إلا أن الخيام المصنوعة من التيل هي أثقل بكثير من الخيام المصنوعة من النيلون، كما أن احتمال تسرب المياه منها أقل بكثير من الأخرى. كما يلاحظ أن كثيرًا من الخيام المصنوعة من النيلون تعالج معالجة كيميائية خاصة لتحد من تسرب المياه إلى داخلها أثناء هطول الأمطار، إلا أن هذه المعالجة الكيميائية التي تحول دون تسرب الأمطار إلى داخل الخيمة تحبس الرطوبة الداخلية مما يجعل الجو الداخلي للخيمة رطبًا. وقد يُصْنع سقف بعض الخيام المصنوعة من النيلون من التيل بحيث يسمح بتسرب الرطوبة الداخلية للخيمة. كما أن بعض خيام النيلون الأخرى يُترك سقفها دون معالجة كيميائية بحيث لا يحبس الرطوبة الداخلية، وتوضع طبقة أخرى معالجة كيميائيًا فوقه لكي تحول دون تسرب مياه الأمطار إلى الداخل.
وتعمل الخيام جميعها على تقديم نوع من التهوية والحماية ضد كل من الأمطار والحشرات. وتحتوي الخيام التي تصمم على شكل غرف، على باب ونوافذ كبيرة، بينما يوجد للخيام الصغيرة فتحات تهوية وفتحة مغطاة تستخدم للدخول والخروج، وعادة ما تغطَّى هذه الفتحات جميعها بقماش شبكي دقيق للحيلولة دون دخول الحشرات المؤذية. كما تحتوي كثير من الخيام على جنيحات قماشية أخرى إلى جانب تلك الفتحات وذلك لمحاولة إغلاقها أثناء العواصف. كما أن لبعض الخيام غطاءً إضافيًا يوضع عليها جميعها أثناء العواصف.
نصب الخيام. يجب على من يريد التخييم انتقاء المكان المناسب لخيمته قبل نصبها. ويعتبر المكان الأنسب للتخييم هو المكان المرتفع نسبيًا، والذي تكون أرضه مستوية، قريبة من الأشجار، وتوجد فيه أخشاب يمكن استخدامها لإشعال النار، وفيه مياه عذبة للشرب قريبة منه. إن التخييم على الأراضي المرتفعة يحول دون تأثر الخيام بمياه السيول في حالة هبوب عاصفة مطرية مثلاً. كما يجب حفر خندق صغير حول الخيام إذا نُصبت في مكان منخفض وذلك للحيلولة دون تأثرها بمياه الأمطار. كما يجب على المخيمين إبعاد خيامهم حين نصبها عن الأشجار التي تحتوي على فروع وأغصان جافة ميتة قد تنكسر بسهولة أثناء هبوب العواصف والرياح، الأمر الذي من شأنه أن يلحق أضرارًا بالخيمة، أو يؤذي من فيها.
إن أول خطوة لنصب الخيمة، في معظم الحالات، هي أن يبسط الشخص أرضية الخيمة على الأرض أولاً ويثبتها تمامًا بأوتاد التثبيت التي تُدَق في الأرض من خلال حلقات صغيرة توجد على الطرف الأسفل للخيمة.
وتختلف إجراءات نصب الخيام من خيمة إلى أخرى طبقًا لنوع الخيمة المراد نصبها. فإذا كان للخيمة إطار داخلي فيجب تركيب الإطار أولاً، ثم وضع الخيمة فوقه. أما الخيمة ذات الإطار الخارجي فتحتوي على حمالات أو عروات يُربط قماش الخيمة بوساطتها لتثبيته في المكان المناسب. ويجب شد قماش الخيمة بشكل مناسب للحيلولة دون تجميعه في أمكنة مختلفة، بيد أنه يجب عدم شدها بشكل قوي كي لا تتمزق.
وتُثَبَّت بعض الخيام الجدارية (ذات الجدران)، وبعض الخيام المصممة على شكل رقم 8 بأوتاد ذات حبال تسمى
الشدادة. وتُضْرَب شدادات الخيام الجدارية على بعد عدة أقدام فقط من الخيمة. ويتم إدخال حبل الوتد في عروات على الأطراف العليا للجدران. كما أن بعض الخيام التي لها إطار على شكل رقم 8، تحتوي على شدادات مثبَّتة في أعلى الخيمة من كل طرف. ويمكن تعديل تلك الشدادات لضبط شكل الخيمة والتحكم بشد قماشها.
العناية بالخيام. تدوم الخيام التي يُعتنى بها عناية جيدة سنوات عديدة. وإن أهم نقاط للعناية بالخيام هي المحافظة على نظافتها وجفافها قدر الإمكان. كما يجب مسح الأتربة وإزالة الحشرات وأوراق الأشجار العالقة بالخيام بعد استعمالها وطيها. وأما إذا كانت الخيمة مبتلة، فيجب نصبها وتجفيفها في أقرب وقت ممكن وذلك لوقايتها من العفن وتغير اللون. ويجب تنظيف الخيام بشكل جيد وتجفيفها تمامًا بعد العودة من المخيم. ويمكن غسل الخيام المصنوعة من قماش القنب أو المصنوعة من النيلون بمساحيق الغسيل المعتدلة. ويجب عدم ربط الأعمدة والأوتاد ولفها وتخزينها مع الخيام ذاتها أو داخلها إذ قد تتسبب في ثقبها.
خيمة البدو
خيمة الهنود الحمر
(خيمة التيبة)
خيمة الطليعة
8 أماكن-