قواعد استخدام العَلَم
تختلف قواعد استخدام ونشر الأعلام وقواعد التعامل معها من دولة إلى أخرى. لكنها جميعًا تتفق في بعض القواعد المشتركة.
نشر العَلَم. يتقدم العلم الوطني في أي دولة على ما عداه من الأعلام الخاصة بالدول الأخرى وأعلام المناطق، أو الولايات، أو المدن. ويُعدُّ علم الأمم المتحدة استثناءً من هذه القاعدة حيث يجب رفعه على نحو يماثل وضع أي علم وطني مرفوع إلى جواره.
ولعلم رئيس الدولة أسبقية على العلم الوطني. أما في الولايات المتحدة، فإن الشيء نفسه ينطبق على علم الكنيسة عندما يُرفع في البحر؛ فقد يتقدم علم الكنيسة في هذه الحالة على علم رئيس الدولة.
قوانين الأعلام. يملك العديد من الدول تشريعات قانونية أو أنظمة وقواعد توضح الأسلوب الصحيح لاستخدام العلم الوطني. وعلى سبيل المثال، فإن قانون العلم لعام 1942م في الولايات المتحدة، يوضح بالتفصيل الأساليب الصحيحة والخاطئة لنشر العلم الوطني. كما يتضمن هذا القانون أيضًا عهد العلم، الذي يستخدم في المدارس الأمريكية، لتعليم الطلاب كيفية تحية العلم. وتملك أيضًا كل من أستراليا، والهند، تشريعات مماثلة إلا أنها لاتملك قوة القانون. وهناك ولايات أسترالية عديدة لها قوانين مماثلة للقانون الموجود في الولايات المتحدة. أما قانون العلم لعام 1981م لنيوزيلندا فإنه لايضع قواعد لرفع العلم، ولكنه يحدد من يرفع العلم الوطني، ومتى. ويحظر القانون الهندي تقليد العلم لاستخدامه علامة تجارية. ولكل من ترينيداد وتوباجو قواعد إجرائية تحكم طرق نشر وحماية العلم الوطني. أما المملكة المتحدة، فإن لها قائمة بالتواريخ التي يرفع فيها العلم القومي على المباني الحكومية.
متى تُرفع الأعلام. يُرفع العلم الوطني عادة في اليوم أو الأيام الوطنية للدولة، كما يُرفع العلم الوطني أيضًا في اليوم الذي يوافق ميلاد رئيس الدولة في بعض الدول. وأيضًا تُرفع الأعلام لإحياء ذكرى أحداث تاريخية مهمة، مثل يوم الباستيل في فرنسا. كما يتم تكريم الأبطال القوميين برفع الأعلام؛ كما هو الحال في إحياء ذكرى مولد المهاتما غاندي في الهند. وتُرفع الأعلام كذلك في الأعياد الدينية المهمة، مثل عيد الصعود في أسبانيا، وأعياد كبار القديسين، مثل يوم القديس جورج في إنجلترا. وترفع كثير من الدول الأعلام في المناسبات المدنية، كما هو الحال في عيد مايو في العديد من الدول، وترفع في المناسبات العالمية مثل يوم الأمم المتحدة. وهناك بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، يرفع فيها العلم يوميًا.
وتنص معظم قوانين الأعلام على رفع الأعلام أثناء ساعات النهار فقط مالم تُستخدم كشافات مضيئة. أما في أتيل ستانفورد بأسكتلندا، فإن علم القديس أندرو يظل مرفوعا ليلاً ونهارًا لإحياء ذكرى تبنِّي أحد ملوك أسكتلندا لصليب القديس أندراوس. وتحدد قوانين القوات المسلحة ساعات النهار التي قد تختلف بين الشتاء والصيف. كما أن الأعلام لاترفع عادة في ظل الأحوال الجوية السيئة.
أين تُرفع الأعلام. ترفع الأعلام الرسمية على المباني الحكومية، والمنشآت العسكرية، والنُّصُب والمعالم التذكارية القومية. كما تُرفع أيضًا في الميادين العامة، والمدارس والجامعات، ومعظم المحلات العامة، وتُرفع أعلام رؤساء الدول عادة أثناء حضورهم الفعلي فقط، وتُرفع الراية الملكية للمملكة المتحدة، فقط على قصر بكنجهام في لندن، والأماكن الأخرى حيث تقيم الملكة، وعلى اليخت الملكي عندما تستقله الملكة. وفي كندا، يُرفع العلم الوطني على مبنى البرلمان في أوتاوا فقط في حالة انعقاد الهيئة التشريعية فقط. أما العلم الأسترالي، فإنه يكون مرفوعًا بصفة دائمة على البرلمان الفيدرالي في كانبرا ويضاء بالأنوار الكاشفة ليلاً.
تميز بعض البلدان بين علم الدولة الذي يُخصص للحكومة، والعلم المدني الذي يستخدمه المواطنون العاديون. ففي ألمانيا، تُخصَّص الأعلام التي تحمل شعار الدولة للاستخدام الحكومي فقط. وتمتنع الشركات المصنعة الألمانية عن توريد هذه الأعلام للعملاء العاديين. وبصفة مماثلة، فإنه لايجوز في هونج كونج وبعض البلدان، أن يعرض العلم الحكومي للبيع للجمهور.
يمكن للمواطنين المدنيين في بريطانيا أن يستخدموا العلم الوطني في اليابسة، إلا أنه ينبغي استخدام علم خاص يُعرف بالراية الحمراء في البحر. كما يُشترط استخدام رايات مدنية خاصة في دول أخرى مثل هونج كونج، والهند، وإيطاليا، وماليزيا، ومالطة، ونيوزيلندا، وسنغافورة.
وفي الدنمارك، يُعد مسلكًا غير لائق أن تُترك سواري الأعلام خالية دون أن يُرفع عليها علم؛ ولذا فإنهم يستخدمون أعلامًا خاصة، طويلة ورفيعة بنفس تصميم العلم الوطني. وتُرفع هذه الأعلام الخاصة في حالة عدم وجود علم مرفوع على السارية، كما هو في حالة المباني الخالية. وتُستخدم أعلام مماثلة في أقطار إسكندينافية أخرى وفي ألمانيا وهولندا.
رفع وإنزال العلم. يجب أن يُرفع العلم الوطني بسرعة وأن يتم إنزاله ببطء؛ كما يجب جمعه وطيه قبل أن يلامس الأرض. وعند رفعه مع أعلام أخرى على سوار عديدة، فإنه يجب رفعه أولاً وإنزاله أخيرًا.
خفض العلم. يمكن استخدام الأعلام لإعطاء التحية لكبار الشخصيات، مثل رئيس الدولة أو رئيس الحكومة، وفي الاستعراضات العسكرية، يتم ذلك بخفض السارية التي تحمل العلم من وضعه العادي الرأسي إلى وضع أفقي، وهنالك أسلوب آخر لخفض العلم للتحية، حيث يقف حامل العلم ثابتًا ويثني سارية العلم إلى أن يلامس العلم الأرض بأطرافه. ويُعرف هذا الإجراء في بريطانيا باسم خفض العلم للشخصية الملكية، ولاتعطى التحية بهذا الأسلوب إلا للملك أو الملكة، وهناك دول أخرى معدودة فقط تسمح بهذا النوع من التحية. وفي أيرلندا، يمكن خفض العلم الذي يُُرفع في الاستعراضات فقط في حالة الاحتفالات الدينية. وتمنع قوانين العلم في الهند والولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى، خفض العلم الوطني على الإطلاق. ويتم خفض العلم في البحر للتحية بتدليته من قمة السارية ورفعه مرة أخرى.
تنكيس العلم. ينكس العلم في بعض البلدان بوضعه في منتصف السارية للتعبير عن الحزن، ويُقصد بمنتصف السارية مسافة عرض العلم من رأس السارية إلى أسفل، ويُنشر العلم في هذه الحالة بحجمه الكامل، وتسمح معظم الدول بتنكيس أعلامها الوطنية في مناسبات خاصة فقط. أما في المملكة العربية السعودية فلا يسمح بتنكيس العلم أبدًا نظرًا لاحتوائه على أحد أركان الإسلام (الشهادتين). أما في بريطانيا ومعظم دول الكومنولث، فينكَّس العلم فقط في حالة موت الملك أو الملكة، وحتى في هذه الحالة فإن العلم لاينكس إلا لجزء من اليوم فقط، ومن الطرق التي تُستخدم بديلاً عن تنكيس العلم للتعبير عن الحزن، إضافة إكليل أو باقة من أوشحة حداد سوداء إلى العلم.