فضيلة الشيخ محمد توفيق الهبري
هو أحد القادة الأوائل المؤسسين للحركة الكشفية العربية ولد سنة 1869 م وهو رجل أعمال و بر وصلاح فقد درس علوم الفقه واللغة على أيدي كبار العلماء والأدباء وفي سنة 1908-1910 أسس مدرسة لجنة التعليم الإسلامي وخدم في الحقلين السياسي والاجتماعي وقد حصل على وسام الاستحقاق اللبناني المذهبي لجهوده وخدماته الجليلة.
ففي سنة 1908 قصد بيروت ثلاثة شبان هنود يحملون شهادة جامعة عليكرة في دلهي ليكملا دراستهما في الجامعة الأمريكية.وكان الاخوة خيري شديدا الغيرة على الشرق دائبين وراء إعلاء شأنه ورفع كلمته.
افتتح عبد الجبار خيري مدرسة أهلية بعد أن نال شهادةM.A. من جامعته وسماها دار العلوم وهنا كان لقاؤه بالفقيد الكبير الشيخ محمد توفيق الهبري الذي ساعده في مشروعه وحثه على إتمام رسالته.فقد كانا يلتقيان في حبهما للشرق وحرصهما على النهوض به.
والتقى أحدهم بالشيخ الهبري الذي ساعده كثيرا وحثه على إتمام دراسته فترك بيروت وسافر إلى أوربا.وفي سنة 1912 عاد الشاب الهندي عبد الجبار خيري من أوربا حاملا معه فكرة الكشفية فأسس الفرقة الأولى للكشفية في دار العلوم وعضده في ذلك الشيخ الهبري الذي لم يتوان عن مساعدته وإذا بلفيف من الشباب البيروتي ينضوي تحت لواء الحركة الكشفية التي أخذت تسير في طريق النمو والازدهار.
نعم واقترن اسم الفقيد الكبير بالحركة الكشفية فتفرغ لها وأعطاها جهده فإذا بها حركة نشطة تضم الشباب في لبنان بل في سوريا والأردن وفلسطين والعراق.
ولكن المستعمر الذي هاله هذا العدد الكبير من الشباب ينضوي تحت لواء الكشفية لم يكن ليقف مكتوف الأيدي فعمد إلى حل الحركة الكشفية وتفكيك عراها وقصر الانتماء إليها على الفتيان الصغار..
ولكن الشيخ توفيق الهبري الرجل الكبير الذي جاوز سن الكهولة بقي وراء الفكرة يعمل على تغذيتها وتنشيطها دون كلل أو ملل.وكل أمانيه أن يرى الشباب وقد انضوى في هيئة اجتماعية راقية توحد أهدافه وتسير به في طريق الحرية والاستقلال.وظل يحمل المشعل ستة و أربعين عاما كاملة حتى إذا ما سقط في ميدان الكفاح والتضحية انتقل المشعل إلى يد أمينة أعدها بنفسه واشرف على صقل مواهبها .وتوفي الفقيد بتاريخ 07/10/1954رحمه الله بقدر ما أعطى للكشفية .